مكالمة طويلة

أنهيت مكالمة طويلة مع أحد أشخاصي المفضلين علي الإطلاق و قررت أن اقرأ قليلا، ثم فتحت التلفاز الذي هجرته منذ زمن لأجد أم كلثوم تتغني بفكروني في سلطنة معتادة فتركتها في الخلفية ثم فتحت كتابي و استكملت القراءة. الأيام كلها أصبحت تتكرر، استيقظ من النوم لأفعل نفس الأشياء التي فعلتها في اليوم السابق و هكذا، كنت أظن أن الرتابة تأتي من العمل و الروتين لكن الحقيقة أن الرتابة تأتي مع زيادة السن، كلما زاد سنك كلما كانت حياتك رتيبة تمشي علي رتم واحد، و في بعض الأحيان يكون هذا بتخطيطك شخصيا، أو علي الأقل هي هكذا في حالتي. المهم، أن هذا التكرار و الرتابة يجعل من الأشياء الصغيرة التي في العادة قد تكون جزءا من اليوم -مثل مكالمة دافئة طويلة أو نزهة قصيرة علي القدمين أو مشاهدة حفلة لأم كلثوم و تركها في الخلفية بينما تقرأ كتاباً أخذ منك أكثر من اللازم بسبب قلة التركيز التي ظهرت فجأة في حياتك عندما توقفت عن الاحتياج للتركيز في أي شئ، تغييرا كبيراً يضفي علي اليوم طابعا خاصاً و رونقاً مختلفا عن كل الأيام برغم بساطتها الشديدة. جعلني ذلك ألاحظ أنها تلك الأشياء التي نغفل عن أهميتها في حياتنا السريعة و الروتينية برغم سهولة الوصول إليها أو تحقيقها و بعدها نتفاجأ بمدي تأثيرها علينا و نتسائل لماذا لا نفعلها كل يوم، و الحقيقة هي أننا ننسي و نتغافل و تأخذنا الحياة و الملل بعيداً عن كل هذا. 

"القمر من فرحنا حينور اكتر. و النجوم حتبان لنا اجمل و اكبر. و الشجر قبل الربيع قبل الربيع حنشوفه اخضر. و اللى فات ننساه و ننسى كل اساه."


Comments

Popular Posts