ألف ليلة و ليلة
في العادة انتقد أي شخص يحاول الغناء لأم كلثوم لأنها بالنسبة لي شخص صعب تقليد صوته او الوصول لدرجته.
لكنني كلما استمعت لألف ليلة وليلة لأم كلثوم في آخر ثلاث سنوات، لا أسمع إلا صوتي أنا وأصدقائي ونحن نغنيها في السيارة بأعلى صوتنا، بينما يتغنى شخص ما في الخلفية في محاولة لإفساد غنائنا.
كان صوتنا عال، وبدأ فجأة كما انتهي فجأة. عندما بدأت أم كلثوم تعيد ألف ليلة وليلة بدأنا نحن بالترديد ورائها، مغطيين على صوتها وصادحين بأصواتنا، وصفيرنا وتصقيفنا.
كانت ليلة غريبة، ربما لا نتذكرها للأبد لكني سأتذكر هذه اللحظة لفترة طويلة. سأتذكرها كلما استمعت لأم كلثوم تغني هذه الأغنية. سأتذكرها كلما استمعت لتسجيلي من تلك الليلة. سأتذكرها كلما غني أحدهم ألف ليلة وليلة أو لعبها في فيديو أمامي.
تدهشني دائماً الأحداث التي تختار أن تعيش في ادمغتنا. ففي تلك اللحظة لم أكن اعتقد أنها ستكون لحظة تبعث في قلبي السعادة كلما استرجعتها. في تلك اللحظة، وأنا أسجلنا ونحن ندمر الأغنية بأصواتنا فكرت بأنها ستكون ذكري لطيفة للمستقبل، لكني لم أفكر أنها ستكون ذكري ترفع من سريرتي كلما احتجت لذلك.
في تلك اللحظة كنت متعبة وحزينة ولم أكن أحب الغناء أمام أحد لكني غنيت معهم وصوتي واضح في التسجيل، إلا أنني لم أهتم.
لأنه كما قالت أم كلثوم،
هو العمر في كم ليلة؟ زي الليلة؟ زي الليلة، الليلة.
لم تتكرر هذه الليلة ثانية، بل ولا أعتقد بأنها
ستتكرر، فالظروف تغيرت والأشخاص تغيرت. لكن الذكري موجودة وثابتة. كلما وجدت نفسي في
حاجة لتلك الليلة، استرجعتها بضغطة زر واحدة. يالعظمة التكنولوجيا والعقل البشري معا
في آن واحد!

Comments
Post a Comment